الهيئة تقرر إيقاف برنامج سبور تونسنا لمدة شهر
قرّر مجلس الهيئة بتاريخ 25 فيفري 2020 إيقاف برنامج “سبور تونسنا” الذي يتم بثه على القناة التلفزية الخاصة “تونسنا” لمدة شهر. كما قرر سحب الحلقة موضوع المخالفة من الموقع الإلكتروني الرسمي للقناة ومن جميع صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لها مع عدم إعادة بثها، وذلك لما تضمنته من ثلب وشتم ومسّ من كرامة الانسان ضد مساعد المدرب المنتخب الوطني لرياضة التايكوندو من قبل مقدم البرنامج. وتم اعتبار القناة في حالة عود نظرا لما تضمنته حلقات سابقة من البرنامج المذكور من إخلالات تتعلق باحترام كرامة الانسان كأحد الضوابط الأساسية لممارسة حرية الاتصال السمعي والبصري.
وفي ما يلي النص الكامل للقرار:
قرار عدد: 03/ 2020
تاريخ القرار: 25 / 02 / 2020
قـــــــــــــرار
قرار الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري بتاريخ 25 فيفري 2020 ضد القناة التلفزية الخاصة
“تونسنا” في شخص ممثلها القانوني
بعد الاطلاع على المرسوم عدد 115 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011 والمتعلق بحرية الصحافة والطباعة والنشر وخاصة الفصلين 55 و57 منه،
وعلى المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011 والمتعلق بحرية الاتصال السمعي والبصري وبإحداث هيئة عليا مستقلة للاتصال السمعي والبصري وخاصة مقتضيات الفصول 05، 28 و29 منه،
وعلى كراس الشروط المتعلق بالحصول على إجازة إحداث واستغلال قناة تلفزية خاصة وتحديدا مقتضيات الفصول 13، 14 فقرة 03، 22 فقرة 01، و24 منها،
وحيث وردت على الهيئة شكاية من السيد “سيف الدين الطرابلسي” بصفته مساعد مدرب المنتخب الوطني للتايكواندو مفادها أنه تم التهجم عليه في حلقة برنامج “سبور تونسنا” التي تم بثها بتاريخ 13 جانفي 2020 على قناة “تونسنا” ووصفه بالسفاح و “الكناتري” من قبل مقدم البرنامج ولم يتم تمكينه من حق الرد حسب ما جاء في نص الشكاية،
وبعد الاطلاع على التقرير الوارد على وحدة الرصد التابعة للهيئة بخصوص حلقة برنامج “سبور تونسنا” التي تم بثها بتاريخ 13 جانفي 2020 بداية من الساعة الثامنة و45 دقيقة مساء والتي تضمنت في سياق حوار مقدم البرنامج مع ضيوفه من لاعبي النخبة في رياضة التايكوندو سبّا وثلبا وانتهاكا لكرامة الانسان، حيث تمّ اتهام مساعد المدرب الوطني لرياضة التايكواندو بعد ذكر اسمه وصفته المهنية بالفساد الأخلاقي والمالي والمهني، من خلال نقل شهادة إحدى اللاعبات في المنتخب الوطني للتايكواندو أشارت فيها أن مساعد المدرب المذكور خلال دورة بالخارج قام بدفع بعض اللاعبين إلى إدخال علب سجائر إلى إحدى الدول الأجنبية وإخراج مشروبات كحولية منها، كما أشارت أنه قام بإقصاء عدة لاعبين من المشاركة في دورات وتربصات في الخارج على خلفية تقدمهم بشكاية في الغرض،
وتعقيبا على ما جاء في شهادة اللاعبة تمادى مقدم البرنامج في التعليق عليها متهجما على الشاكي ومسلما بكل ما جاء على لسان الضيفة من اتهامات ضده حيث قال:
مقدم البرنامج: “(…) السيد هذا سيف الدين الطرابلسي عنتر شايل سيفه أو خلي نقولها على مسؤوليتي أنا إلي يحب يرد بناتنا وولادنا كناترية في تونس 2020 (…) الي عملوه الطرابلسية في العهد السابق يمكن أقل مالي عملو السيد الطرابلسي هذا سيف الدين، السيد هذا أجرم في حق بناتنا، أجرم في حق ولادنا، أجرم في حق رياضة التايكوندو، أجرم في حق جامعة التايكوندو، هنا نتمنى النيابة العمومية تدخل فورا وتستدعي هذا للتحقيق لأنو السيد هذا وصمة عار على الرياضة في تونس ماهواش فوق راسو ريشة باش يرتع فساد في الجامعة التونسية للتايكوندو الي هي نبعثولها بناتنا وأولادنا أمانة عندهم يضغطوا عليهم يا تولي تهرب الدخان وتهرب الوسكي وإلا ما تلعبش، ما نلعبش وما حاجتيش بيها الرياضة مع أشباه المسؤولين الي كيما هاذم، كناترية تحولوا بقدرة قادر الى مسؤولين (…) “،
وأضاف: “(…) يبعثوهم باش يتعاطوا الرياضة باش يشرفوا الرياضة الوطنية يلقوا سفاح خلي نقولها على مسؤوليتي انا باش يرتع فساد ويساومهم وربما فما ممارسات أخرى (…) “،
وواصل: “حق الرد مكفول لسي سيف الدين الطرابلسي (…) أي شخص تجبد إسمو مرحبا بيه في سبور تونسنا وعنا باش نحاجوه بالوثائق وبالدليل الي هوما أجرمو في حق البنات هاذم (…)”،
وحيث نظرا لحالة التأكد، وتطبيقا لمقتضيات الفصل 38 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011، تم توجيه اعلام بمخالفة إلى الممثل القانوني للقناة التلفزية الخاصة “تونسنا” بتاريخ 17 فيفري 2020 ودعوته للاطلاع على ملف المخالفة والإدلاء بملحوظاته الكتابية بخصوصها،
وحيث ورد على الهيئة بتاريخ 24 فيفري 2020 رد الأستاذ “أنيس الباجي” نيابة عن الممثل القانوني للقناة التلفزية الخاصة “تونسنا” بخصوص المخالفة المنسوبة إلى القناة وقد أفاد أن ما ورد على لسان مقدم البرنامج تجاه الشاكي كان بناء على المعطيات المقدمة من قبل لاعبي المنتخب الوطني للتايكواندو والمدعمة بمعطيات وتسجيلات، كما أشار أنه “كان لزاما على مقدم البرنامج من منطلق الواجب الصحفي النقدي والاستقصائي أن يتفاعل مع ما ذكر” معللا أن مقدم البرنامج دعا النيابة العمومية إلى فتح تحقيق في الغرض،
وحيث أن ما جاء في رد الأستاذ أنيس الباجي في حق الممثل القانوني للقناة التلفزية الخاصة “تونسنا” لا يمكن الاعتداد به على اعتبار أن دعوة مقدم البرنامج النيابة العمومية إلى فتح تحقيق في الغرض لا تخوّل له الحلول محل المحكمة وإطلاق أحكام قطعيّة، وفي ذلك تسليم بصحة الادعاءات الواردة في شهادة اللاعبة دون فسح المجال للشاكي للرد عليها، وهو ما يتعارض مع قواعد المهنة الصحفية وأخلاقياتها،
وحيث أنّه و على خلاف ما تمسك به الأستاذ أنيس الباجي في حق الممثل القانوني للقناة في جوابه فإنّ العبارات المستعملة من قبل مقدم البرنامج على غرار “الي عملوه الطرابلسية في العهد السابق يمكن أقل مالي عملو السيد الطرابلسي هذا سيف الدين، السيد هذا أجرم في حق بناتنا، أجرم في حق ولادنا، أجرم في حق رياضة التايكوندو، أجرم في حق جامعة التايكوندو” و “ماهواش فوق راسو ريشة باش يرتع فساد في الجامعة التونسية للتايكوندو ” هي عبارات تشكل ثلبا طالما أنّ ما تمت نسبته للمعني بالأمر من شأنه أن ينال من شرفه وسمعته، كما أنّ العبارات المستعملة من قبل مقدم البرنامج و من ذلك “سفاح” و“وصمة عار” تشكل شتما على اعتبار أنّها عبارات فيها تحقير بما ينال من الكرامة على معنى الفصلين 55 و57 من المرسوم عدد 115 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011،
وحيث بالرجوع إلى المخالفة المنسوبة إلى القناة تبيّن أن ما تضمنته حلقة البرنامج المذكور من ثلب وشتم ومسّ من كرامة الانسان ضد مساعد المدرب المنتخب الوطني لرياضة التايكوندو من قبل مقدم البرنامج، يشكل إخلالا بأحد ضوابط ممارسة حرية الاتصال السمعي والبصري المتعلق بضرورة احترام كرامة الانسان المنصوص عليها بالفصل 05 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011 والفصلين 55 والفصلين 14 فقرة 03 و24 من كراس الشروط المتعلق بالحصول على إجازة إحداث واستغلال قناة تلفزية خاصة،
وحيث ينص الفصل 24 من كراس الشروط المتعلق بالحصول على إجازة احداث واستغلال قناة تلفزية خاصة على ضرورة أن يلتزم الحاصل على الإجازة بـ:” احترام حقوق الشخص المتعلقة بحياته الخاصة وشرفه وسمعته وفقا للقوانين والتراتيب النافذة والمواثيق والمعاهدات الدوليّة المصادق عليها من قبل الجمهورية التونسية”، و “عدم بث ما يدعو على الثلب” و” منع الثلب والشتم تجاه الأشخاص سواء من قبل الصحفيين العاملين بالمؤسسة الإعلامية أو من قبل ضيوف البرامج التي تبثها المؤسسة سواء المسجلة أو المباشرة مع تأهيل الصحفيين لتحمّل مسؤوليتهم في التصدّي لمثل تلك التجاوزات”،
وحيث سبق لرئيس الهيئة أن وجّه إلى الممثل القانوني للقناة التلفزية الخاصة “تونسنا” بتاريخ 06 فيفري 2019 تنبيها دعاه من خلاله إلى تجنب المس من كرامة الانسان ومن شرف الأشخاص وسمعتهم،
وحيث سبق لمجلس الهيئة أن اتخذ قرارا بتاريخ 01 أفريل 2019 يقضي بإيقاف برنامج “سبور تونسنا” لمدّة خمسة عشر يوما تبعا لعدم امتثال القناة للتنبيه المشار اليه وارتكابها نفس الخرق مجددا في حلقة البرنامج التي تم بثها بتاريخ 04 مارس 2019 والتي تم فيها لتهجم وشتم رئيس النادي الرياضي البنزرتي،
وحيث تأسيسا على ذلك، فإن مواصلة بث مضامين فيها عبارات شتم وتهجم وثلب يجعل القناة في حالة عود وفقا لمقتضيات الفصل 29 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011 المتعلق بحرية الاتصال السمعي والبصري وبإحداث هيئة عليا مستقلة للاتصال السمعي والبصري،
وبناء على ما سبق بيانه واستنادا إلى أحكام الفصلين 5 و29 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011 والمتعلق بحرية الاتصال السمعي والبصري وبإحداث هيئة عليا مستقلة للاتصال السمعي والبصري،
لذا ولـــــــــهذه الأسباب
وبعد التداول في جلسته المنعقدة بتاريخ 25 فيفري 2020
قرّر مجلس الهيئة
إيقاف برنامج “سبور تونسنا” الذي يتم بثه على القناة التلفزية الخاصة “تونسنا” لمدة شهر من تاريخ توصّل الممثل القانوني للقناة التلفزية الخاصة “تونسنا” بالقرار وسحب الحلقة موضوع المخالفة من الموقع الإلكتروني الرسمي للقناة ومن جميع صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لها، وعدم إعادة بثها، واعتبار القناة في حالة عود نظرا لما تضمنته حلقة البرنامج التي تم بثها بتاريخ 13 جانفي 2020 من ثلب وشتم ومس من كرامة الانسان على معنى الفصلين 05 و29 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011 والفصلين 55 و57 من المرسوم عدد 115 لسنة 2011 والفصول 13، 14 فقرة 03، 22، 23 و24 من كراس الشروط المتعلق بالحصول على إجازة إحداث واستغلال قناة تلفزية خاصة.
عن الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري
الرئيس
النوري اللجمي