الهيئة تقرر الإيقاف النهائي لبرنامج miroir الذي يتم بثه على إذاعة صبرة أف.أم
قرر مجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري في جلسته المنعقدة بتاريخ 04 جويلية 2022 الإيقاف النهائي لبرنامج “miroir” الذي يتم بثه على القناة الإذاعية الخاصة “صبرة أف.أم”، وذلك على خلفية الخروقات المسجلة في حلقة 06 جوان 2022 من البرنامج، والتي تجعل الإذاعة في حالة عود. كما قرر المجلس عدم إعادة بث الحلقة موضوع القرار وسحبها من الموقع الالكتروني الرسمي للإذاعة ومن جميع صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لها والالتزام بتنفيذ قرار الهيئة وعدم الالتفاف عليه بأي شكل من الأشكال.
وفي ما يلي النص الكامل للقرار:
تونس في 11 جويلية 2022
قـــــــــــــــــــــــــــــــــــرار
إن مجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري،
بعد الاطلاع على المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011 المتعلق بحرية الاتصال السمعي والبصري وبإحداث هيئة عليا مستقلة للاتصال السمعي والبصري وخاصة أحكام الفصول 05، 15، 16 و29 منه،
وعلى كراس الشروط المتعلق بالحصول على إجازة إحداث واستغلال قناة إذاعية خاصة وبالتحديد أحكام الفصول 05 نقطة 14، 14، 15، 22، 23 فقرة 01 منه،
وبعد الاطلاع على التقرير الوارد من وحدة الرصد التابعة للهيئة بخصوص حلقة برنامج “Miroir” التي تم بثها على القناة الإذاعية الخاصة “صبرة اف ام” بتاريخ 06 جوان 2022 من الساعة الثالثة والنصف إلى الساعة السادسة مساء، تبيّن أنه في إطار البرنامج المذكور وهو برنامج تفاعلي يفسح المجال للمواطنين في ولاية القيروان للتعبير عن مشاغلهم في الجهة، طرح مقدم البرنامج السيد “عمر النقازي” والذي يشغل في نفس الوقت منصب الرئيس المدير العام للإذاعة علاوة أنه عضو سابق بالمجلس البلدي بالقيروان، موضوعا يتعلق بالوضع البيئي بمدينة القيروان كانتشار الفضلات والروائح الكريهة في شوارع المدينة في ضل غياب تام للخدمات البلدية، وقد أشار التقرير أن السيد “عمر النقازي” قد استغل تقديمه للبرنامج لتصفية حساباته الشخصية مع رئيس المجلس البلدي حيث انتقد أداء رئيس البلدية وأداء المجلس البلدي بصفة عامة موجها لهم عدة اتهامات تتعلق بمسؤوليتهم في ما يتعلق بالوضع البيئي الذي وصلت إليه ولاية القيروان، مطالبا أهالي مدينة القيروان بالضغط لتنحية المجلس البلدي الحالي، وقد فتح المجال لأحد المواطنين للتدخل مباشرة لنقد صريح لأداء رئيس بلدية القيروان،
وحيث غاب التوازن في حلقة البرنامج المذكور، حيث قام مقدم البرنامج بتوجيه الرأي العام ضد رئيس بلدية القيروان وضد أعضاء المجلس البلدي الحالي مطالبا بتنحيتهم على اعتبار تراكم الإشكالات في الولاية على حد قوله في تغييب تام لوجهة النظر المقابلة ودون الإشارة حتى إلى إمكانية طلب حق الرد للرد على الاتهامات الموجهة،
وحيث علاوة على ذلك فإن استغلال السيد “عمر النقازي” لصفته في الإذاعة وبصفته عضو مجلس بلدي سابق ليتولى بنفسه تقديم برنامج لطرح مسألة تتعلق بأداء المجلس البلدي لبلدية القيروان، واتهام رئيس البلدية بالتقصير والفشل في إدارة البلدية والتسبب في الوضع البيئي الذي تعيشه ولاية القيروان ومحاولة توجيه الرأي العام نحو تنحية المجلس البلدي الحالي دون فسح المجال لوجهة النظر المقابلة، يفقد هذه الحلقة الموضوعية على اعتبار أن صفة مقدم البرنامج لا تسمح له أن يكون خصما وحكما في الآن ذاته،
وحيث نظرا لحالة التأكد، وتطبيقا لمقتضيات الفصل 38 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011، تم توجيه اعلام بمخالفة إلى الممثل القانوني للقناة الإذاعية الخاصة “صبرة أف أم” بتاريخ 23 جوان 2022 ودعوته للإدلاء بملاحظاته الكتابية بشأن المخالفة المنسوبة إليه في أجل سبعة أيام من تاريخ توصله بالإعلام،
وحيث ورد جواب الممثل القانوني للقناة الإذاعية الخاصة “صبرة اف ام” بتاريخ 29 جوان 2022 والذي أشار بموجبه أن إذاعة صبرة اف ام بصفتها إذاعة قرب مدعوة لطرح الإشكاليات التي تشغل متساكني ولاية القيروان كما أكد أنه كمقدم برنامج لم يخدش كرامة أي عضو من أعضاء مجلس بلدية القيروان، كما أكد أن بلدية القيروان هي محل انتقاد من قبل المواطنين باعتبارها مخلّة بواجبها تجاه المواطن،
كما أكد الممثل القانوني للإذاعة على مقاطعة رئيس بلدية القيروان للإذاعة ومنعه لنظرائه في المجلس البلدي من المشاركة في برامج الإذاعة، رغم أنه أشار أنه بإمكانهم التمتع بحق الرد، على حد قوله،
كما أكد أنه قد استقال من البلدية منذ فترة وهو لا يسعى أن يكون الخصم والحكم في الآن ذاته،
وحيث أنه من دور وسائل الإعلام التعرض للإشكالات والصعوبات التي يواجهها المواطنون وفسح المجال لهم للتعبير عن آرائهم فيما يتعلق بالشأن العام إلا أن ذلك لا يمكن أن يتحول إلى تعلّة لتصفية حسابات شخصية أو سياسية، على اعتبار أن استغلال الممثل القانوني للإذاعة لصفته كعضو سابق بالمجلس البلدي وقيامه بتقديم برنامج لطرح الإشكالات التي تشوب المجلس البلدي لمدينة القيروان، يعتبر من قبيل استغلال الإذاعة وتوظيفها خدمة لمصالح خاصة لصاحب الإذاعة، وهو ما يجرد البرنامج المشار إليه من الموضوعية والتوازن، خاصة في ظل تغييب تام لوجهة النظر الأخرى
وحيث بالرجوع إلى المخالفة المنسوبة للقناة تبيّن أن ما تم بثه فيه مخالفة لأحكام الفصل 5 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011 والفصول 05 نقطة 14، 14، 15، 22، 23 فقرة 01 من كراس الشروط المتعلق بالحصول على إجازة احداث واستغلال قناة إذاعية خاصة ومخالفة لأخلاقيات المهنة الصحفية التي تقتضي عدم استغلال المنبر الإعلامي لتصفية حسابات شخصية،
وحيث تقتضي أحكام الفصل 05 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011 والفصلين 14 و24 من كراس الشروط المتعلق بالحصول على إجازة احداث واستغلال قناة إذاعية خاصة ضرورة احترام مبدأي التعددية في التعبير على الأفكار والآراء والموضوعية والشفافية،
وحيث سبق لمجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري أن اتخذ قرارا في جلسته المنعقدة بتاريخ 20 جانفي 2022 يقضي بإيقاف برنامج “miroir” الذي يتم بثه على القناة الإذاعية الخاصة “صبرة أف.أم” لمدّة أسبوع، وذلك للمخالفة الجسيمة التي تضمنتها حلقة 06 جانفي 2022 من البرنامج والتي تمثلت في استغلال الرئيس المدير العام للإذاعة لصفته ليتولى بنفسه تقديم البرنامج لطرح مسألة شخصية تتعلق بإشكالات صلب المجلس البلدي لبلدية القيروان بصفته عضو فيه، وهو ما يتعارض مع أخلاقيات المهنة الصحفية ويمس من استقلالية الخط التحريري للإذاعة، إلى جانب المس من مبدأ التعددية في التعبير عن الأفكار والآراء والتعارض مع مبدأي الموضوعية والشفافية حيث تمّ تغييب وجهة النظر المقابلة خلال طرح الموضوع والاكتفاء بطرح وجهة نظر وحيدة مع توجيه اتهامات.
وحيث ينص الفصل 29 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011 أنه:” في حالة خرق المقتضيات والالتزامات الواردة بالنصوص الجاري بها العمل أو بكراسات الشروط أو باتفاقيات الإجازة، يوجه رئيس الهيئة تنبيها إلى المنشأة المعنية بالكف عن الممارسات المخلة بالقانون أو بأحكام كراس الشروط أو باتفاقية الإجازة. وعلى المخالف الامتثال لهذا التنبيه في أجل لا يتجاوز خمسة عشر يوما من تاريخ بلوغه إليه.
وفي حالة عدم الامتثال ، يمكن للهيئة العليا، أن تقرر بعد التداول ما يلي :
ـ الإذن بنشر الإنذار بالصحف أو بثه وجوبا على قنوات المنشأة أو الاثنين معا،
– توقيف الإنتاج أو البث للخدمة أو الخدمات المتعلقة ببرنامج أو بجزء من برنامج معين أو بومضة إشهارية لمدة أقصاها شهر،
– التقليص في مدة الإجازة ،
– وفي حالة العود الإذن بالإيقاف المؤقت أو بالسحب النهائي للإجازة،
– عقوبة مالية تكون متبوعة عند الاقتضاء بتوقيف الإنتاج أو البث بصفة مؤقتة أو نهائية…”
وحيث أن تكرر ارتكاب نفس الخرق يجعل الإذاعة في حالة عود على معنى الفصل 29 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011،
لذا ولـــــــــهذه الأسباب
وبعد التداول في جلسته المنعقدة بتاريخ 04 جويلية 2022
قرّر مجلس الهيئة
أولا: الإيقاف النهائي لبرنامج “miroir” الذي يتم بثه على القناة الإذاعية الخاصة “صبرة أف أم” من تاريخ بلوغ القرار.
ثانيا: عدم إعادة بث الحلقة موضوع القرار وسحبها من الموقع الالكتروني الرسمي للقناة ومن جميع صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لها والالتزام بتنفيذ قرار الهيئة وعدم الالتفاف عليه بأي شكل من الأشكال بما من شأنه أن يعرضكم إلى العقوبات الواردة بالمرسوم 116 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011 المتعلق بحرية الاتصال السمعي والبصري وبإحداث هيئة عليا مستقلة للاتصال السمعي والبصري.
عن مجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري
الرئيس
النوري اللّجمي