رسالة المديرة العامة لليونسكو السيدة إيرينا بوكوفا بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة 13 فيفري 2017
إننا لنشهد الآن ثورة حقيقية في كيفية نشر المعلومات والحصول عليها. وقد باتت الإذاعة مع ذلك، في خضمّ التغيرات الجذرية الهائلة التي يشهدها العالم في الوقت الحاضر، أكثر أهمية ونشاطاً وتشويقاً مـمّا كانت عليه في أي وقت مضى.
وهذه هي الرسالة التي تودّ اليونسكو تبليغها في اليوم العالمي للإذاعة.
وتُعدّ الإذاعة، في الأوقات العصيبة والأحوال العسيرة، المحفل الدائم القادر على الجمع بين مختلف الأفراد والجماعات، إذ تظل الإذاعة في جميع الأحوال والأوقات، سواء أكنّا في طريقنا إلى العمل أم في مكاتبنا أو منازلنا أو حقولنا، وسواء أكنّا في زمن السلم أم الحرب أم في حالات الطوارئ، مصدراً مهماً للغاية للمعلومات والمعارف يشمل مختلف الأجيال والثقافات، ويُطلعنا على الدرر المكنونة في تنوع البشرية، ويصلنا بسائر أرجاء العالم أينما كنّا. وتتيح الإذاعة للناس كافة، رجالاً ونساءً، التعبير عن آرائهم وتعمل على تبليغها. وتصغي الإذاعة إلى الجماهير، وتسعى إلى تلبية الاحتياجات. وهي وسيلة فعالة للذود عن حقوق الإنسان وصون كرامته، ووسيلة فعالة أيضاً لإيجاد الحلول اللازمة للمصاعب التي تعترض سبيل كل المجتمعات.
ويبيّن هذا الأمر أهمية الإذاعة للمساعي الرامية إلى تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ويتطلب توطيد الحكم الرشيد وترسيخ سيادة القانون وتدعيم الاندماج والحوار تعزيز الحريات الأساسية وسُبل حصول الناس على المعلومات. وتستطيع الإذاعة توفير وسيلة آنية متاحة للجميع لتسوية الخلافات وتعزيز الحوار من أجل مواجهة التحديات الجديدة والتصدي لتغير المناخ ومكافحة التمييز.
ويتطلب هذا الأمر منّا جميعاً تجديد التزامنا بدعم الإذاعة. وينبغي للهيئات الإذاعية والتنظيمية، وكذلك للمستمعين، السعي إلى تقوية الإذاعة والاستفادة من قوتها وتأثيرها على أفضل وجه ممكن. وتقوم نوادي ومنتديات المستمعين بتوحيد أفراد مختلف المجتمعات حول القضايا المشتركة، وتتيح لهم التعبير عن آرائهم عبر موجات الأثير وإيصالها إلى مسامع الآخرين. ويحتل المستمعون مكان الصدارة في البرامج الإذاعية في الوقت الحاضر بفضل سياسات إشراك المستمعين في البرامج. وقد باتت ضرورة الدراية الإعلامية والمعلوماتية لبناء الثقة بالمعلومات والمعارف، في ظل الطعن في مفهوم “الحقيقة”، أكبر مـمّا كانت عليه في أي وقت مضى. ويبيّن هذا الأمر كيف تستطيع الإذاعة إنارة الدرب لإيجاد حلول مبتكرة للمشكلات المحلية، والمضيّ قدماً في تعزيز حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والحوار والسلام.
وتدعو اليونسكو الجميع في اليوم العالمي للإذاعة إلى الارتقاء بقدرة الإذاعة على تعزيز سُبل الحوار والإصغاء التي نحتاج إليها للتصدي للتحديات التي تواجهها البشرية جمعاء.
إيرينا بوكوفا