ورشة تدريبية حول الممارسات الفضلى في المعالجة الصحفية لخطابات الكراهية
نظمت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري بالشراكة مع منظمة المادة 19 يومي 27 و 28 مارس الجاري ورشة تدريبية حول “المعالجة الصحفية لخطابات الكراهية: الممارسات الفضلى” أمّنها الدكتور “أيمن الزغدودي” لفائدة صحافيات وصحفيون من بين الذين انتفعوا بدورات تدريبية سابقة حول هذا الموضوع إلى جانب الموفق الإعلامي لكل من مؤسستي الإذاعة التونسية والتلفزة التونسية.
وتطرقت أشغال الورشة إلى المعارف القانونية والأخلاقيات الصحفية عبر تفسير وتبسيط المعايير الدولية ذات الصلة والنصوص التشريعية حيث تمّ تحديد مفهوم حرية التعبير والقيود المشروعة على الحق في حرية التعبير إلى جانب تعريف خطاب الكراهية والتذكير بالإطار القانوني الوطني المتعلق بهذا الخطاب وتمّ خلال اليوم الثاني العمل على تمارين تطبيقية من أجل المساهمة في صياغة دليل الممارسات الفضلى بخصوص المعالجة الصحفية لخطابات الكراهية.
وخلال الجلسة الافتتاحية ذكّرت السيدة “راضية السعيدي” عضو مجلس الهيئة بدور الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري في التصدي لخطابات الكراهية في الإذاعات والتلفزات سواء عبر الرصد واتخاذ القرارات المناسبة أو عبر الدور البيداغوجي الذي تقوم به الهيئة من خلال الدورات التدريبية التي تقوم بها والتكوين المستمر للصحافيين والصحافيات بدرجة أولى الى جانب إنجازها مجموعة من الوثائق البيداغوجية بمساهمة الصحافيين أنفسهم وبمساهمة متدخلين من المجتمع المدني والهياكل ذات الصلة من ذلك وثيقة مرجعية حول التغطية الإعلامية خلال فترات الأزمات ووثيقة حول “التناول الإعلامي لقضايا المرأة” وكذلك الدليل الخاص ب”حقوق الطفل في الاعلام” كما ذكّرت بنتائج دراسة نشرتها الهيئة سابقا حول خطابات الكراهية في القنوات الاذاعية والتلفزية والتي تبين أن الصحفي يكون سلبيا في التصدي لخطابات الكراهية وأحيانا متواطئا وقد أكدت على أهمية الدليل الذي سيتمّ إنجازه بالتعاون مع المادة 19 وبتأطير من الخبير “أيمن الزغدودي”، باعتبار أن هذا الدليل سيتضمن قيما مرجعية مستمدة من ملاحظات الصحفيين كما أنها ستساعدهم أثناء عملهم الميداني.
وأشارت السيدة “سلوى الغزواني” مديرة منظمة المادة 19 بتونس إلى أن الدستور التونسي حمّل مؤسسات الدولة واجب التصدي لخطابات الكراهية التي تعتبر صنفا من الخطابات الماسة بقيم المجتمع الديمقراطي مثل التعددية والتفتح. ويُمثل الفضاء الإعلامي أحد الفضاءات العامة التي تحتوي على خطاب الكراهية لذلك من المهم انجاز مثل هذا الدليل الذي سيمكن الإعلاميين من الممارسات الفضلى للتعاطي الإعلامي مع مثل هذه الخطابات.