توصيات حول التغطية الاعلامية خلال فترة ما قبل حملة الانتخابات التشريعية و الرئاسية (2014)
وضعت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري لبنة جديدة في بناء منظومة القواعد المنظمة للتغطية الإعلامية للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة من خلال إصدار جملة من التوصيات حول التغطية الإعلامية خلال فترة ما قبل حملة الانتخابات التشريعية و الرئاسية.
و هذه التوصيات تستند الى المبادئ و القواعد التي نص عليها القانون الاساسي الانتخابي المؤرخ في 26 ماي 2014 و المرسوم المتعلق بحرية الاتصال السمعي و البصري المؤرخ في 2 نوفمبر 2011 و القرار المشترك الصادر عن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات و الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي و البصري المؤرخ في 5 جويلية 2014 .
و تكريسا للمبادئ التي تقوم عليها المنظومة القانونية للانتخابات و تلك المتعلقة بأخلاقيات العمل الصحفي تتقدم الهيئة بالتوصيات الآتي ذكرها والمتعلقة بفترة ما قبل الحملة.
إن الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري وبعد إطلاعها
على الفصول 6 و31 و32 و48 و127 و148 من دستور 27 جانفي 2014،
وعلى الفصول 3 و4 و5 و6 و7 و15 و16 و19 و21 و22 و27 و28 و29 و30 و32 و35 و36 و37 و38 و39 و40 و42 و43 و44 و45 و46 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرخ في 2 نوفمبر 2011 المتعلق بحرية الاتصال السمعي والبصري وإحداث هيئة عليا مستقلة للاتصال السمعي البصري،
وبعد المداولة،
وعلى اعتبار أن الانتخابات تشكل مرحلة أساسية في دعم مسار الانتقال الديمقراطي ، تكون فيها وسائل الاتصال السمعي والبصري مدعوة للاضطلاع بدور حاسم في عرض مختلف البرامج و الاراء و توفير فرصة تداولها الحر والمتوازن.
و تكريسا للمبادئ التي تقوم عليها المنظومة القانونية للانتخابات و تلك المتعلقة بأخلاقية ممارسة العمل الصحفي تتقدم الهيئة بالتوصيات الآتي ذكرها و المتعلقة بفترة ما قبل الحملة
ويقصد بفترة ما قبل الحملة بالنسبة للانتخابات التشريعية الفترة الممتدة بين يوم 5 جويلية و 3 أكتوبر 2014 و التي تسبق فترة الحملة الانتخابية الممتدة من يوم 4 أكتوبر الى 24 أكتوبر 2014 .ويقصد بفترة ما قبل الحملة بالنسبة للدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفترة الممتدة بين يوم 3 أوت و 31 أكتوبر 2014 و التي تسبق فترة الحملة الانتخابية الممتدة بين يوم نوفمبر 1 و 21 نوفمبر.
و فيما يلي يقصد بالهيئة الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري.
التوصية الأولى: تذكر الهيئة بأنفترة ما قبل الحملة تخضع للمبادئ التالية:
- التعددية في التعبير عن وجهات النظر وعن الأفكار وعن البرامج السياسية،
- استقلالية وحياد ونزاهة وسائل الاتصال السمعي والبصري،
- الموضوعية وعدم الانحياز في تقديم المستجدات والأخبار السياسية والتوازن في تقديم وجهات النظر وأراء مختلف الاتجاهات السياسية وعدم التمييز بين الشخصيات السياسية على أساس الجنس أو الأصول الاجتماعية أو الجهوية أو الأفكار أو الآراء الفلسفية أو السياسية أو الأيديولوجية أو الدينية.
- الشفافية ووضع على ذمة العموم جميع المعلومات ذات الصلة المتعلقة بهذه الفترة،
- احترام الكرامة البشريةوالحياة الخاصة وحرية المعتقد والحرمة الجسدية للأشخاص وشرفهم وعدم المساس بمقتضيات الصحة العامة والنظام العام والدفاع الوطني،
و على وسائل الاتصال السمعي و البصري العمل وفق هذه المبادئ في جميع الظروف، و بصفة أخص منذ تاريخ ايداع الترشحات .
التوصية الثانية: تؤكد الهيئة على ضرورة ضمان التوازن في عرض الأفكار ووجهات النظر بين ممثلي السلطات العمومية وممثلي مختلف الاتجاهات السياسية.
التوصية الثالثة: تدعو الهيئة وسائل الاتصال السمعي و البصري، وفقا للمبادئ المعلن عنها في التوصية الآولى، على اعتماد تغطية إعلامية متوازنة بين الشخصيات السياسية وبين الأغلبية الحاكمة والمعارضة مع اعتبار التغطية الخاصة برئيس الدولة وبرئيس وأعضاء المجلس الوطني التأسيسي والحكومة وبمسيري ونشطاء الأحزاب والتشكيلات السياسية ذات الأغلبية والتي تندرج بحكم محتواها وبحكم السياق الذي ترد فيه في إطار النقاش السياسي الوطني.
التوصية الرابعة: تؤكد الهيئة على ضرورة ضمان النفاذ المتوازن إلي وسائل الاتصال السمعي و البصري بين ممثلي السلطات العمومية ومختلف الاتجاهات السياسية والموافقين والمنتقدين لها وذلك وفقا للمبادئ الواردة بالتوصية الاولى.
كما تدعو وسائل الاتصال السمعي والبصري الى تمكين الأحزاب والتشكيلات والشخصيات السياسية غير الممثلة في المجلس الوطني التأسيسي أو غير المنتمين للأغلبية ا ولا للمعارضة من النفاذ العادل إليها.
التوصية الخامسة: تذكر الهيئة وسائل الاتصال السمعي و البصري بأنه تمنع جميع الخطب و التدخلات ذات الطابع السياسي التي تتضمن دعوة للكراهية العرقية أو للعنف أو للتمييز على أساس الجنس أو الأصل الاجتماعي أو الآراء السياسية أو الدينية.
التوصية السادسة: تدعو الهيئة وسائل الاتصال السمعي والبصري وجميع الصحفيين الى التزام الحياد وعدم الانحياز في التغطية الإعلامية. كما تدعوهم الى الامتناع عن القيام بالدعاية السياسية لفائدة حزب سياسي أو تشكيلة سياسية أو شخصية سياسية وفقا للمبادئ الواردة بالتوصيةالأولى.
التوصية السابعة:تدعو الهيئة وسائل الاتصال السمعي البصري ,فيما عدا مقتضيات الضرورة القصوى للإعلام، بعدم بث كل خطاب رسميصادر عن رئاسة الجمهورية أو عن رئاسة أو أعضاء المجلسالوطنيالتأسيسيأو عن الحكومة أو عن أعوانهم أو عن مستشاريهم.
ويقصد بالضرورة القصوى للإعلام كل حدث كبير وغير متكرر طرأ في ظروف استثنائية بصورة واضحة ويستوجب لأهميتهتغطية إعلامية منذلك الكوارث الطبيعية والاعتداءات الإرهابية وزيارة أو وفاة شخصية سياسية.
وعلى وسائل الاتصال السمعي البصري أن تحرص، في حالة حصول مثل هذا الحدث ، على أن تكون التدخلات في البرامج المخصصة له مجردة تماما عن كل دعاية انتخابية وأن لا تعكس التصريحات فيها أية مواقف ذات دلالات دعائية انتخابية.
التوصية الثامنة: تحرص وسائل الاتصال السمعي والبصري عند بث البرامج غير السياسية على عدم دعوة ممثلي الأحزاب أو الشخصيات السياسية بغير صفاتهم تلك الآ في حالات الضرورة القصوى للإعلام.
ويجب على وسائل الاتصال السمعي والبصري أن تحرص، في هذه الحالة ، على أن تكون التدخلات في البرامج المخصصة له مجردة تماما عن كل دعاية انتخابية وأن لا تعكس التصريحات فيها أية مواقف ذات دلالات دعائية انتخابية.
التوصية التاسعة: تسهر وسائل الاتصال السمعي والبصري على منع المتدخلين في برامجها ذات الطابع السياسي من استعمال علم الجمهورية أو شعارها أو النشيد الوطني.
التوصية العاشرة:تسهر وسائل الاتصال السمعي والبصري على تجنب المساس بمبدأي التعددية والتوازن، في التعبير عن وجهات النظر والآراء السياسية، في اطار التغطية الإعلامية للشخصيات السياسية وممثلي الجمعيات والمجموعات و الشخصيات السياسية.
وفي جميع الحالات تلتزم وسائل الاتصال السمعي والبصري الحذر الشديد في التغطية الإعلامية التي تخصصها للمسؤولين السياسيين والشخصيات السياسية والنشطاء والممثلين السياسيين المنتهية ولايتهم.
التوصية الحادية عشر: تحرص وسائل الاتصال السمعي والبصريعند تنظيمها للحوارات بين اثنين أو أكثر من ممثلي الأحزاب السياسية أو من الشخصيات السياسية على اختيار المشاركين وفقا لمعايير موضوعية وشفافة ومعقولة ومتلائمة مع الهدف المنشود وبما يضمن التوازن في التعبير عن وجهات النظر.
التوصية الثانية عشر: تعمل وسائل الاتصال السمعي والبصري على أن تعكس التغطية الإعلامية لفترة ما قبل الحملة التنوع الاجتماعي والثقافي و الديموغرافي والجغرافي مع الحرص على الحفاظ على التوازن بين الجنسين وبين الأجيال.
التوصية الثالثة عشر:التزاما بمبدأ التعددية تحتسب وسائل الاتصال السمعي والبصري ظهور لممثلي الأحزاب والمجموعات والشخصيات السياسية في كل تغطية إعلامية أي كانت الصفة الذين يتدخلون تحت غطائها و مهما كان موضوع التدخل.
التوصية الرابعة عشر: تذكر الهيئة وسائل الاتصال السمعي والبصري بالالتزام بعدم نشر نتائج سبر الآراء والتعاليق المرافقة لها.
التوصية الخامسة عشر: يحجّر قيام وسائل الإعلام خلال الفترة الانتخابية بالإشهار السياسي و يقصد بالاشهار السياسي كلّ عمليّة إشهار أو دعاية بمقابل مادي أو مجانا تعتمد أساليب وتقنيات التسويق التجاري، موجهة للعموم، وتهدف إلى الترويج لشخص أو لموقف أو لبرنامج أو لحزب سياسي، بغرض استمالة الناخبين أو التأثير في سلوكهم واختياراتهم.
التوصية السادسة عشر:تسهر وسائل الاتصال السمعي والبصري على الاستبعاد الفوري من برامجها لكل من أعلن ترشحه للانتخابات من المنشطين ومحرري الأخبار ومقدمي البرامج والصحفيين وكل متعاون يظهر بصفة متواترة بالصورة أو بالصوت في برامجها. ويتم الاستبعاد لكامل الفترة الانتخابية.
التوصية السابعة عشر:تدعو الهيئة كل مسير أو مدير تحرير أعلن ترشحه للانتخابات الى تعليق كل نشاط داخل الوسيلة الإعلامية إلى حين إجراء الانتخابات والتصريح بنتائجها.
التوصية الثامنة عشر:تؤكد الهيئةضرورة احترامالتوازنات المنصوص عليها بالتوصيات السابقة يجب أيضا احترامها بالنسبة للمضامين المتوفرة على المواقع الالكترونية لوسائل الاتصال السمعي والبصري والمتعلقة بالتغطية الإعلامية.
و تنطبق هذه الأحكام على المضامين السابقة التي يتم تناولها في تعليق صحفي جديد.
التوصية التاسعة عشر:تدعو الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري كافة وسائل الاتصال السمعي البصري إلى إعداد مدونة سلوك خاصة بالتغطية الإعلامية للانتخابات، مطابقة للمنظومة القانونية الجاري بها العمل و برنامج تغطية واضح.
و في جميع الحالات على وسائل الاتصال السمعي البصري والصحفيين التقيد خلال كامل مراحل المسار الانتخابي بالمبادئ الأخلاقية وبالقواعد المهنية التي تحكم العمل الصحفي.
عن مجلس الهيئة العليا للاتصال السمعي و البصري
الرئيس
نوري اللجمي