خطية مالية ضد قناة نسمة غير الحاصلة على إجازة من أجل الإشهار السياسي
قرر مجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري تسليط خطية مالية على القناة التلفزية الخاصة – غير الحاصلة على إجازة – “نسمة” قدرها ثمانون ألف دينار (80.000 د) من أجل الإشهار السياسي لفائدة المترشح للانتخابات الرئاسية “نبيل القروي” والدعاية المضادة ضد المترشح “قيس سعيّد” باعتماد المغالطة والتضليل، وذلك في حلقة 24 سبتمبر 2019 من برنامج “ناس نسمة”. وقد تضمنت الحلقة بث صورة للمترشح للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية “قيس سعيّد” مصحوبة بشعار حزب “حركة النهضة” على خلفية باللون الأزرق وأسفل العنوان وكتابة اسمه باللون الأزرق المعتمد من قبل الحزب المذكور علاوة على كتابة عبارة “حركة النهضة تدعم” وتأكيد مقدم البرنامج أن “قيس سعيّد” هو المرشح الرسمي لحركة النهضة والحال أنه مرشح مستقل، ناهيك أن مساندة حزب ما لمترشح مستقل لا يعني أن هذا المترشح ينتمي إليه. وهذا يدخل في باب الدعاية السياسية المضادة ضد المترشح المعني من خلال اعتماد المغالطة والتضليل ونسبة أمور غير صحيحة له وإيهام الناخبين أنه المرشح الرسمي لحزب “حركة النهضة” للتأثير في إرادتهم وتوجيهها. وفي مقابل ذلك تم الترويج لصورة المترشح المنافس من خلال توفير سياق ايجابيّ عند الحديث عنه وهو ما يتعارض مع مقتضيات القانون.
وفي ما يلي نص القرار:
تونس في 01 أكتوبر2019
قــــرار
إن مجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري،
بعد الاطلاع على القانون الأساسي عدد 16 لسنة 2014 المؤرخ في 26 ماي 2014 والمتعلق بالانتخابات والاستفتاء كما تم تنقيحه وإتمامه بمقتضى القانون الأساسي عدد 7 لسنة 2017 المؤرخ في 14 فيفري 2017، وخاصة أحكام الفصول 03، 52 و57 منه،
وعلى المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011 المتعلق بحرية الاتصال السمعي والبصري وبإحداث هيئة عليا مستقلة للاتصال السمعي والبصري وخاصة الفصول 28 و45 و46 منه،
وعلى القرار المشترك بين الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري المؤرخ في 21 أوت 2019 والمتعلق بضبط القواعد الخاصة بتغطية الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية بوسائل الإعلام والاتصال السمعي والبصري وإجراءاتها، وخاصة أحكام الفصول 02، 03، 04، 29 منه،
وعلى قرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عدد 08 لسنة 2018 المؤرخ في 20 فيفري 2018 والمتعلق بضبط القواعد والشروط التي يتعين على وسائل الاعلام التقيد بها خلال الحملة الانتخابية وحملة الاستفتاء وخاصة الفصل 01، 02، 04، 05، و07 منه،
وعلى الشكايات الواردة على الهيئة بخصوص بث صورة للمترشحين للدور الثاني للانتخابات الرئاسية “نبيل القروي” و “قيس سعيد” في حلقة برنامج “ناس نسمة” التي تم بثها بتاريخ 24 سبتمبر 2019، تضمنت مغالطة وتضليلا للناخبين على حد قول المتقدمين بها،
وبعد الاطلاع على التقرير الوارد من وحدة الرصد بالهيئة بخصوص حلقة برنامج “ناس نسمة” التي تم بثها على قناة “نسمة“-غير الحاصلة على إجازة- مساء يوم 24 سبتمبر 2019 على الساعة السادسة و30 دقيقة، والتي تضمنت في سياق الحديث عن التحالفات ومواقف الأحزاب السياسية من الدور الثاني للانتخابات الرئاسية عرضا لصورة المترشحين للدور الثاني للانتخابات الرئاسية “نبيل القروي” و”قيس سعيّد” لمدّة تناهز 15 دقيقة وقد تضمنت صورة المترشح “نبيل القروي” ومن خلفه شعار حزب “قلب تونس” وقد كتب أسفلها عنوان بالبنط العريض “نبيل القروي مرشح حزب قلب تونس” مرفوقا بشعار الحزب المذكور وبجانبها صورة المترشح “قيس سعيّد” ومن خلفه شعار حزب “حركة النهضة” وقد كتب أسفلها بخط يصعب قراءته العنوان التالي “حركة النهضة تدعم قيس سعيد” مرفوقا بشعار الحزب المذكور،
وقبل عرض الصورة المشار اليها أكد مقدم البرنامج على التالي:” […] خنفسروا الوضع هاو باش نشوفوا التصويرة أحنا توة فيها زوز مترشحين هنا نشوفوا نبيل القروي مرشح حزب قلب تونس والسيد قيس سعيد حطينا مع الصورة، نبيل القروي بالطبيعة صورة الحزب متاعو، قيس سعيد اليوم تقريبا هو مرشح رسمي لحركة النهضة في بيان رسمي […]”،
وحيث أن بث صورة للمترشح للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية “قيس سعيّد” مصحوبة بشعار حزب “حركة النهضة” على خلفية باللون الأزرق وأسفل العنوان وكتابة اسمه باللون الأزرق المعتمد من قبل الحزب المذكور علاوة على كتابة عبارة “حركة النهضة تدعم” وتأكيد مقدم البرنامج أن “قيس سعيّد” هو المرشح الرسمي لحركة النهضة والحال أنه مرشح مستقل، ناهيك أن مساندة حزب ما لمترشح مستقل لا يعني أن هذا المترشح ينتمي إليه، يدخل في باب الدعاية السياسية المضادة ضد المترشح للانتخابات الرئاسية “قيس سعيّد” من خلال اعتماد المغالطة والتضليل ونسبة أمور غير صحيحة له وإيهام الناخبين أنه المرشح الرسمي لحزب “حركة النهضة”، القصد منه التأثير في إرادة الناخبين وتوجيهها، وفي مقابل ذلك الترويج لصورة المترشح المنافس من خلال توفير سياق ايجابيّ عند الحديث عن المترشح “نبيل القروي” وهو ما يتعارض مع مقتضيات الفصل 29 من القرار المشترك بين الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري المؤرخ في 21 أوت 2019 والمتعلق بضبط القواعد الخاصة بتغطية الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية بوسائل الإعلام والاتصال السمعي والبصري وإجراءاتها الذي “يمنع توظيف المنشآت الإعلامية من قبل أصحابها أو المساهمين فيها أو من قبل ذوي العلاقة الثابتة للدعاية المباشرة أو غير المباشرة للمترشحين منهم أو للدعاية المضادة لمنافسيهم”.
وحيث بالرجوع الى مقتضيات الفصل 52 من القانون الأساسي عدد 16 لسنة 2014 المؤرخ في 26 ماي 2014 المشار اليه يتبين أن من واجب وسائل الاعلام الالتزام بالحياد والمساواة بين جميع المترشّحين وضمان تكافؤ الفرص بينهم وأن ما أتته القناة بمثل هذا العمل التضليلي المخالف لأخلاقيات المهنة الصحفية يعتبر خرقا صريحا لمقتضيات الفصل المشار اليه.
وحيث أن ما تضمنه البرنامج المذكور مثلما سلف بيانه يعتبر استغلالا للقناة لغرض الدعاية المضادة ضد المترشح “قيس سعيّد” من خلال اعتماد المغالطة والتضليل لغرض التأثير في سلوك الناخبين واشهارا سياسيا للمترشح “نبيل القروي” عبر توفير سياق إيجابي يقوم على الدعاية والترويج له باعتباره أحد مالكي قناة “نسمة” وهو ما يتعارض مع مقتضيات الفصل 05 نقطة 14 من كراس الشروط المتعلق بالحصول على اجازة احداث واستغلال قناة تلفزية خاصة،
وحيث يعرّف القانون الأساسي عدد 16 لسنة 2014 المؤرخ في 26 ماي 2014 والمتعلق بالانتخابات والاستفتاء كما تم تنقيحه وإتمامه بمقتضى القانون الأساسي عدد 7 لسنة 2017 المؤرخ في 14 فيفري 2017 الاشهار السياسي أنه:” كلّ عمليّة إشهار أو دعاية بمقابل مادي أو مجانا تعتمد أساليب وتقنيات التسويق التجاريّ، موجّهة للعموم، وتهدف إلى الترويج لشخص أو لموقف أو لبرنامج أو لحزب سياسيّ، بغرض استمالة الناخبين أو التأثير في سلوكهم واختياراتهم عبر وسائل الإعلام السمعية أو البصرية أو المكتوبة أو الإلكترونيّة، أو عبر وسائط إشهاريّة ثابتة أو متنّقلة، مركّزة بالأماكن أو الوسائل العموميّة أو الخاصّة”.
وحيث سبق أن اتخذ مجلس الهيئة، في جلسته المنعقدة بتاريخ 14 سبتمبر 2019، قرارا يقضي بتسليط خطية مالية على القناة التلفزية الخاصة – غير الحاصلة على إجازة – “نسمة” في شخص ممثلها القانوني قدرها أربعون ألف دينار (40.000 د) من أجل ارتكاب نفس الخرق المتمثل في الإشهار السياسي لفائدة المترشح للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها “نبيل القروي”،
وحيث أن ما سلف بيانه يجعل القناة في حالة عود على معنى أحكام الفصل 45 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011، الذي يقتضي أنه: “يحجّر على كافة منشآت الإعلام السمعيّ والبصريّ بثّ برامج أو إعلانات أو ومضات إشهار لفائدة حزب سياسيّ أو قائمات مترشّحين، بمقابل أو مجانا. وتعاقب كلّ مخالفة لهذا التحجير بخطيّة ماليّة يكون مقدارها مساويا للمبلغ المتحصّل عليه مقابل البثّ على أن لا تقلّ في كلّ الحالات عن عشرة آلاف دينار، وتضاعف الخطيّة في صورة العود”،
وبناء على ما سبق بيانه،
وبعد التداول في جلسته المنعقدة بتاريخ 26 سبتمبر 2019
قــــــرّر
تسليط خطية مالية على القناة التلفزية الخاصة – غير الحاصلة على إجازة – “نسمة” في شخص ممثلها القانوني قدرها ثمانون ألف دينار (80.000 د) من أجل الإشهار السياسي لفائدة المترشح للانتخابات الرئاسية “نبيل القروي” والدعاية المضادة ضد المترشح “قيس سعيّد” باعتماد المغالطة والتضليل وذلك استنادا على أحكام الفصلين 45 و46 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011 المتعلق بحرية الاتصال السمعي والبصري وبإحداث هيئة عليا مستقلة للاتصال السمعي والبصري والفصل 29 من القرار المشترك بين الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري المؤرخ في 21 أوت 2019 والمتعلق بضبط القواعد الخاصة بتغطية الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية بوسائل الإعلام والاتصال السمعي والبصري وإجراءاتها.
رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري
النوري اللجمي