لفت نظر لبرنامج “حكايات تونسية” على قناة الحوار التونسي
تونس في 08 نوفمبر 2017
من الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري
إلى السيدة
أسماء بن جميع الفهري بصفتها الممثلة القانونية لقناة الحوار التونسي
(محل مخابرتها لدى الأستاذ عبد العزيز الصيد الكائن مكتبه بنهج القدس عدد 09 الطابق الأول البلفدير تونس 1002)
لفت نظر
بعد الاطلاع على دستور الجمهورية التونسية المؤرخ في 27 جانفي 2017 وخاصة الفصلين 20 و23 منه،
وبعد الاطلاع على الاتفاقية الدولية للقضاء على كافة اشكال التمييز العنصري المؤرخة بتاريخ 21 ديسمبر 1965 وخاصة المادتين 2 و7 منها
وعلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المؤرخ في 10 ديسمبر 1948 وخاصة المادة 02 منه
وعلى المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011 المتعلق بحرية الاتصال السمعي والبصري وبإحداث هيئة عليا مستقلة للاتصال السمعي والبصري وخاصة مقتضيات الفصول 03 و05 و28 منه
وعلى كراس الشروط المتعلق بالحصول على إجازة إحداث واستغلال قناة تلفزية خاصة وخاصة مقتضيات الفصول 13، 14 و 23 فقرة 02 منه،
وبعد الاطلاع على تقرير وحدة الرصد الوارد على مجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري بتاريخ 19 سبتمبر 2017 بخصوص حلقة برنامج “حكايات تونسية” التي تم بثها على قناة الحوار التونسي بتاريخ 18 سبتمبر 2017 بداية من الساعة الثامنة و48 دقيقة ليلا،
وحرصا من الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري على ضمان التزام المنشآت الإعلامية السمعية والبصرية بعدم بث كل مضمون من شأنه أن يطبّع مع خطابات التمييز،
فإنها ترى من الضروري لفت نظركم إلى أن حلقة برنامج “حكايات تونسية” التي تم بثها على قناة الحوار التونسي بتاريخ 18 سبتمبر 2017 بداية من الساعة الثامنة و48 دقيقة ليلا والتي تطرقت إلى موضوع “زوجات المشاهير” قد تضمنت تصريحات تقوم على التمييز العنصري، حيث أنه في إطار النقاش حول مسألة ثقة زوجات المشاهير في أزواجهن، توجه مقدم البرنامج إلى زوجة أحد لاعبي كرة القدم بسؤال حول ردة فعلها إزاء المعجبات بزوجها خاصة وأن طبيعة مهنته تتطلب السفر المستمر للقيام بالتربصات الرياضية وغيره، فأجابت أن وجهة زوجها هي إفريقيا وبالتالي فالأمر لا يدعو للقلق حيث قالت “معنتها منتصورش باش نقعد نخمّم” وتلى تلك التصريحات ضحك الجمهور الحاضر ومقدم البرنامج،
وحيث أن ما ورد في تصريحات الضيفة من إشارات وعبارات تقوم على التمييز العنصري على أساس اللون فيه تحقير للمرأة ذات الأصول الإفريقية دون أن يتدخل مقدم البرنامج بل انهمك في الضحك مع سائر الحاضرين في تعارض مع الواجب المحمول عليه والمتمثل في ضرورة التصدي لكل خطاب يقوم على التمييز أيا كان شكله، وهو ما يشكل خرقا لأحكام الفصل 05 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011 والذي ينص على ضرورة احترام المعاهدات والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان والحريات العامة والتي من بينها الاتفاقية الدولية للقضاء على كافة اشكال التمييز العنصري المؤرخة في 21 ديسمبر 1965 وخاصة المادتين 2 و7 منها،
وحيث اقتضى الفصل 28 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011 والمتعلق بحرية الاتصال السمعي و البصري و بإحداث هيئة عليا مستقلة للاتصال السمعي و البصري أنه ” في حالة علم المراقبين بوقائع تمثل مخالفة للنصوص الجاري بها العمل, كالممارسات المنافية للاحترام الواجب لشخص الإنسان وكرامته وحماية الأطفال وللأخلاقيات المهنية وبأي خرق لمقتضيات كراس الشروط من قبل المنشآت صاحبة الإجازة، يعلم المراقب فورا بذلك رئيس الهيئة الذي يقرر التدابير الــــــــــــــــــــــواجب اتخاذها بعــــــــــــد تداول الهيئة …”,
وحيث اقتضت أحكام الفصل 23 من كراس الشروط المتعلق بالحصول على إجازة إحداث واستغلال قناة تلفزية خاصة في فقرته الثانية أنه يلتزم صاحب الإجازة “بعدم بث كل خطاب يحرض على التمييز …. لأسباب عنصرية أو عرقية …”
وعليه ولهذه الأسباب،
فإن مجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري يلفت نظركم للخرق المسجل في حلقة برنامج “حكايات تونسية ” التي تم بثها على قناة الحوار التونسي بتاريخ 18 سبتمبر 2017 وتدعوكم إلى تجنب بث مثل هذه المضامين القائمة على التمييز على أساس اللون أو العرق وذلك احتراما لكرامة الانسان وفقا لمقتضيات المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011 المتعلق بحرية الاتصال السمعي والبصري وبإحداث هيئة عليا مستقلة للاتصال السمعي والبصري،
عن مجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري
نائبة الرئيس آسيـــــــا العبيدي